حادثة حوّلت الفتاة إلى كتلة من الخوف؛ لتقع فريسة للاعتداء.
أخرجت هاتفها بعد انتهاء اليوم الدراسي، واتصلت بصديق لها وأخبرته أنها قد اشتاقت له؛ لأنها لم تره منذ شهر، واتفقا على اللقاء؛ لشرب كوب من الشاي في منطقة في الشارقة.
قادت طالبة الفنون الجميلة المصرية البالغة من العمر 19 عاماً سيارتها نحو المدينة الجامعية؛ حيث ركنتها هناك، وقفزت في سيارة صديقها الإماراتي البالغ من العمر 22 سنة، وشربا الشاي داخل السيارة وتحدثا حول الدراسة.
كان من المفترض أن يكون خروجها للقاء صديق، وشرب الشاي، ولكن الطالبة المصرية المنكوبة لم تكن تدري أن ذلك اليوم سيصبح تاريخاً سترغب بمسحه من حياتها وذاكرتها.
رجل غريب
ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لها؛ كان هو اليوم الذي قام به إماراتي عاطل عن العمل، يبلغ من العمر 26 سنة بالتعرض للصديقين على أنه شرطي، واستخدم جميع وسائل الخداع، وفعل كل ما بإمكانه ليفصل بين الأصدقاء، قبل اغتصاب الطالبة في المقعد الخلفي من سيارته.
حسب رواية الفتاة، مراراً وتكراراً بأنها كانت مع صديقها، يشربان الشاي، في تلك اللحظات، وعندما كانت الأكواب تتقارب من الشفاه، لم يحتمل المدعى عليه هذا المشهد، يبدو أنه كان يراقبهما من بعيد، فأوقف سيارته أمامهما، واقترب ببرود وحزم من زجاج سيارتهما زاعماً أنه شرطي، وسألهما: «ماذا تفعلان معاً في السيارة»؟.
هنا ردت الفتاة بصوت مرتجف: «نحن لا نفعل أي شيء خاطئ، ببساطة كنا نتحدث مع بعضنا البعض». وعندما أدرك المتهم أن الفتاة كانت خائفة، فعل كل ما في وسعه لتخويفها أكثر، وهدد بإبلاغ والدتها أنها كانت خارجة مع رجل غريب!
فرقهما
الحيل الكلامية التي اتبعها ذلك المحتال؛ لا تدل على أنه شرطي، فكيف انطلت على طالبين جامعيين؟
حيث كشف ضابط أن المشتبه به ادعى أيضا أن الشرطة تراقبهما منذ أسبوعين، وأنها على علم بخروجهما معاً، رغم مزاعم الفتاة أنهما لم يريا بعضهما منذ 4 أسابيع، يتابع الضابط: «عندما سمع صوتها المرتجف قرر استغلال خوفها ليصل إلى رغبته الدنيئة؛ فاستساغ لعبته على أوتار خجلها، وما أثار رهبتها؛ قوله أنه سيقدم تقريراً عنهما إلى الشرطة، كما حاول المتهم إجبار الصديقين على الذهاب، كل في سبيله؛ ليتمكن من الانفراد بالفتاة وتنفيذ الاعتداء.
ثم أوهمهما المتهم بخبث شديد أنه لن يبلغ الشرطة عنهما، واشترط على صديقها الشاب الإماراتي أن يوصلها إلى سيارتها ويرحل. وهنا بدأ الجزء الثاني من خطة هذا الشرطي المزور؛ فقد كشفت التحقيقات الأولية أنه طارد الفتاة، بينما قادت سيارتها إلى مقر إقامتها في دبي، وأجبرها على التوقف في موقف للسيارات، مدعياً أنه يريد أخذ أقوالها، لكنه فرض نفسه عليها واغتصبها تحت الإكراه والتهديد.
إعدام
اتهمت النيابة العامة المعتدي بانتحال شخصية ضابط شرطة، وحبس الفتاة في سيارته، بعد أن هددها بفضحها أمام والديها وتقديم تقرير بها إلى الشرطة، ثم الاعتداء عليها. وأحيل إلى المحكمة الجنائية في دبي، وطلبت النيابة العامة تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه.
وورد في سجلات المحكمة أن المتهم قام باغتصاب طالبة الفنون الجميلة في المقعد الخلفي من سيارته بعد أن استخدم مختلف أشكال الابتزاز، وقام باستغلال مخاوفها.
قادت الفتاة سيارتها راجعة إلى منزلها في دبي، بينما كان المشتبه به يتحدث معها عبر الهاتف، ويدرك في كل نبرة صوت منها أنها خائفة، فجأة رأته يقود بجانبها ويومض بضوء سيارته حتى تتوقف، فاتصلت بصديقها وأخبرته أن الشرطي يتبعها، وبعدها أغلقت الخط وتحدثت إلى المشتبه به، الذي ادعى أنه يريد مواصلة استجوابها؛ حتى تتمكن من توقيع البيان.
شهود
عندما برز المتهم أمام المحكمة؛ أقر بأنه غير مذنب؛ حيث قال للمحكمة: «أنا لم أفعل أي شيء من هذا القبيل، أنا مذنب فقط لإعطائها رقمي الخاص على قطعة من الورق، صديقها هو من ادعى أنه شرطي، كما أنني لم أمارس الرذيلة معها».
وتابعت في شهادتها: «ادعى أنه رآني أركب سيارة صديقي بعد أن تركت سيارتي في المدينة الجامعية في الشارقة، وزعم أنه سيقدم تقريراً إلى الشرطة، ولكن صديقي قال له إننا لم نفعل أي شيء خاطئ أو سيئ، وإننا مجرد أصدقاء. وبقيت في السيارة في حين ذهب صديقي محاولاً تهدئته وإقناعه بعدم المبالغة بردود فعله، لكنه طلب منه إرجاعي إلى سيارتي... ثم حدث ما حدث..
وقد أبلغت الفتاة الشرطة؛ حيث اعتقل المتهم في مساء نفس اليوم حوالي الساعة 03:00 صباحاً، بينما كان يدخل منزله.
الفجر