لم يكن مستغربا أن يمارس صفوت الشريف نفس أسلوب أستاذه صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات المصرية في عهد عبد الناصر والذي عرف عنه انحرافاته وممارساته الشاذة في تجنيد النساء والفنانات للحصول على معلومات عن طريق ممارسة الجنس، والذي تم محاكمته بسبب ذلك وسجنه 15 عاما.
الشريف سار على درب أستاذه، فكان تلميذا نجيبا يرى أن الانطلاق في العمل الوطني يبدأ من غرف النوم، فكانت فلسفته قائمة على أن «الجنس هو أقصر الطرق للحصول على المعلومة»، وذلك حسب تصريحات الكاتبة اعتماد خورشيد التي فضحته هو وصلاح نصر في مذكراتها.
ملف صفوت الشريف «القذر» كان أبرز اسم فيه هو السندريلا سعاد حسني، وكان قتلها هو الذي أعاد فتح الملف مرة أخرى، فبعد وفاتها دار جدلا كبيرا حول الأسباب.. هل انتحرت أم قتلت؟.. وتوقع الكثيرون أن يكون صفوت الشريف وراء مقتلها، لكن لم يبح أحد بذلك خوفا من بطشه، وظل هذا الأمر قيد التكهنات إلى أن قامت ثورة 25 يناير، وتم القبض على عناصر النظام السابق ومن ضمنهم الشريف، فبدأت الاتهامات تتوجه له بشكل أكثر وضوحا، حتى أن جانجاه شقيقة سعاد قد رفعت قضية عليه تتهمه فيها بقتلها.
حكاية تجنيد سعاد حسني بدأت في الستينيات، عندما عهد صلاح نصر إلى صفوت الشريف الذي كان ضابطا وقتها في المخابرات أن يجندها بتصوير فيلم جنسي لها من دون أن تعلم، فكانت خطته أن يورطها في علاقة عاطفيه مع شاب ادعى أنه أجنبي، وفي حقيقة الأمر انه كان يعمل بإذاعة البرنامج الأوروبي ويجيد الحديث بعدة لغات، وانبهرت السندريلا به والتقت به عدة مرات، وكان الشريف قد زرع كاميرات دقيقة في المكان الذي يشهد لقاءاتهما، واستغل ما قام بتصويره في ابتزاز السندريلا، فاستجابت لابتزاه إلا أنها سرعان ما تمردت عليه.
وبعد سفرها إلى لندن للعلاج أشيع أنها ستقوم بنشر مذكراتها، الأمر الذي جعل الشريف يشعر بالرعب من أن تفضح حكايته معها، وبعد ذلك تم الإعلان عن وفاتها إثر سقوطها من شرفة شقة صديقتها بلندن.
كذلك لم تنج الفنانة شريفة ماهر والتي اشتهرت بأدوار الإغراء من فخ الشريف، حيث قام بتجنيدها وجعلها تقوم بعملية جنسية في أواخر سنة 1963 مع كمال عيد وقد تولي صفوت الشريف نفسه بمشاركة أحمد الطاهر وصلاح شعبان تصويرهما.
وبالرغم من أنها كانت زوجة صلاح نصر أستاذه صلاح نصر إلا أن الكاتبة اعتماد خورشيد لم تستطع الإفلات منه حيث حاول عمل كنترول عليها –أي تصويرها في أوضاع مخلة- وفشل في المرة الأولي نتيجة أن كمال عيد المكلف بالمهمة قال لها إنه رجل أعمال ليبي واتفق علي مشاريع لكنها رفضت إقامة علاقة بينها وبين أي شخص ترتبط معه بعلاقة عمل، ولكن تمكن كمال الهلباوي من أخذ اعتماد إلى شقة العمليات مقابل إعطائها مائة جنيه أخذها من أموال قسم المندوبين بالمخابرات، وتمت عملية الكنترول وتولي الشريف وأحمد الطاهر ومحمود كامل شوقي التنفيذ.
ولم يقتصر نشاط الشريف على المصريات فقط، فقد أكد في التحقيقات التي أجريت معه أن أول عملية قام بها خاصة بسيدة روسية الجنسية تدعي جينا ريتا كجيازينا وكانت تعمل مدرسة بمدرسة الألسن وتعمل علاوة علي ذلك في السفارة الروسية وكانت على علاقة بمترجم اللغة الروسية في قسم المندوبين كمال عيد الذي قدم تقريراً له عن هذه العلاقة فنشأت عنده فكرة البدء باستخدام هذه السيدة في إجراء عملية الكنترول تمهيداً لتجنيدها للعمل لصالح جهاز المخابرات داخل السفارة الروسية وكان متواجداً في حجرة العمليات بالشقة وهي منفصلة عن الحجرة التي تجري فيها العملية الجنسية وكان أحمد الطاهر يتولي عملية التصوير وهو كان يساعده فيها. كما قام بعملية كنترول لمندوبة تابعة لـه تدعي “بوبي” وهي إيطالية واشتركت مع محمود شوقي وأحمد الطاهر في عمل كنترول لها.
وكما أن قائمة الفنانات والنساء اللاتي خضعن بالفعل للابتزاز طويلة، قائمة الفنانات اللاتي لم يستطع صفوت الشريف إخضاعهن طويلة أيضا، ومنهن الفنانة برلنتي عبد الحميد، الذي فشل في تسجيل ما يدور في شقتها، حيث كان هناك أناس يترددون عليها، وكانت تدور بينهم اجتماعات مريبة، لذلك قام بتأجير شقة أسفل شقتها، ولكنه فشل في تسجيل المحادثات نظرا لعقبات فنية، كما فشلت العملية مع ناهد شريف وسهير رمزي.
ومن الفنانات أيضا إيمان الطوخي التي اختفت فجأة عن الساحة الفنية، وقد انتشرت في هذه الفترة العديد من الشائعات التي تفيد بأن الشريف حاول تجنيدها، مما جعلها تخاف من نفس مصير سعاد حسني فتقربت من الرئيس السابق مبارك وتزوجته، واعتزلت الفن، وعندما علمت سوزان مبارك بهذا الأمر ثارت مما دفع مبارك لتطليق إيمان، لكن يظل هذا الأمر في إطار الشائعات التي لم يتحقق من صحتها بعد.
اسرار الاسبوع
0 التعليقات:
إرسال تعليق